
بقلم مولاي احمد الدريدي :مدافع عن حقوق الانسان
حينما يسقط الكبار فذلك يترك حزنا كبيرا لدينا ويجعلنا نتذكر بعض الأحداث التي جمعتنا بهم أو التي كان لهم تأثير فيها. و انا انعي هذا المناضل ” أبو غيفارا ” و من موقعي كفاعل و مناضل حقوقي أوذ أن أتذكر معكم نوبير الاموي الحقوقي، و سأسرد بعض المحطات التي لازالت راسخة في دهني لهذا المناضل الكبير:
• أولها استماتته في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وذلكيتجلى في الحرص الذي كان يوليه لاشراك عائلات الشهداء والمختطفين والمعتقلين السياسيين في مسيرات ” كدش” بمناسبة فاتح ماي، وحماية فيلق العائلات في هذه المسيرات من البلطجية و البوليس السري. حيث كان يعمل على أن يكون مرور العائلات في مقدمة المسيرة، وأمام المنصة الرسمية، بل إنه يقدم العائلات بنفسه للضيوف الوطنيين والدوليين الحاضرين و يعرفهم بمطالب العائلات التي تناضل من أجل إطلاق المعتقلين والكشف عن مصير المختطفين. و لا أنسى يوم باغث الكل في منصة الاحتفال في فاتح ماي سنة 1987 بإعطاء الكلمة لامي السعدية الدريدي بنرزوق “الأم الشجاعة، ام كل الشهداء والمعتقلين” ، و كان ذلك بحضور زعماء سياسيون من بينهم آنذاك عبد الرحيم بوعبيد و وزراء وضيوف ال“كدش“ الاجانب. (انظر صورة الام الشجاعة وهي تلقي الكلمة من أعلى منصة احتفالات فاتح ماي).
• تكريمه للشهداء لقد حول مسيرات فاتح ماي الى مسيرات ترفع فيها صور الشهداء التي تأتي بها العائلات و قد خلق له هذا الموقف مشاكل مع السلطات حيث واجه قرارات المنع بأن لا تخرج المسيرة إذا كانت هناك الصور ، وناور بتنسيق معنا نحن ممثلو العائلات بأن نترك الصور مخبأة و أن لا ترفعها العائلات حتى انطلاق موكب المسيرة ، وهو ما قمنا به، فاشتاطت قوى البوليس السري و العلني غضبا بعد انطلاق المسيرة وبقي المناضلين والمناضلات يحمون العائلات حتى سينما الحرية “liberté” فتدخلوا و استخدموا القوة الهمجية لتفريقنا و نزع صور الشهداء . أتذكر أن في مقدمة المسيرة كان الصندوق الزجاجي للانتخابات (وهو تعبير عن أن تكون الإنتخابات شفافية فقد كان الكل يتكلم عن الصناديق الخشبية التي يأتي بها مملوءة بأوراق من ترغب الداخلية في نجاحه قبل انطلاق العمليات الانتخابية ) و بعده العائلات و عند خروجنا من ملعب الكازابلانكيز تم سحب الصندوق من طرف قوات الأمن و استمر مناضلات و مناظلوا النقابة في حماية العائلات وعند وصولنا إلى شارع الحسن الثاني رفعنا صور الشهداء.
• اليوم الوطني لحقوق الإنسان، قليلون هم نشطاء حقوق الإنسان الذين يعرفون أن يوم 3 غشت من كل سنة هو يوم احتفالنا مع “كدش” بهذا اليوم وقد كانت مناسبة لنوبير الاموي في الخمس سنوات من نهاية الثمانينات فرصة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وجعله يوم حملة للنقابة بمعية العائلات للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وعودة المنفيين و معرفة مصير المختطفين، واتذكر ترتيبه لأول ملف في الموضوع بعقد ندوة داخل مقر جريدة الاتحاد الإشتراكي، بحضور عائلات المعتقلين ( مجموعة مراكش و مجموعة 26) و المرحومة ثريا الساقط وقد نشط اللقاء صديقنا مصطفى العراقي الذي قام بنشر تفاصيله في جريدة الاتحاد الإشتراكي بالمناسبة. لقد كان يقول لنا أن هذا اليوم الوطني لحقوق الإنسان هو رمز لارتباط نضال النقابة بنضال العائلات لأنه هو تاريخ مصادقة المغرب عن العهدين الدوليين لحقوق الإنسان وهو ما يعطينا شرعية لمطالبنا هذه.
• احتضانه لاعتصام عائلات المعتقلين السياسيين بمناسبة 10 دجنبر 1987 اليوم العالمي لحقوق الإنسان بمقر كدش والذي حجت عائلات المعتقلين السياسيين و الشهداء و المختطفين وخاصة الأمهات والزوجات و الأخوات من كل مدن المغرب حيث تم اعتراض بعضهن قبل وصولهم لمقر ال “كدش” ، و هكذا تم اعتقالهن و استنطاقهن و قد قام هو و فريقه بالعديد من التدخلات و الضغوطات والمراسلات المستعجلة حتى تم إطلاق سراحهن جميعا في نفس اليوم ، وقد كان لتدخله هذا قيمة أساسية حيث اطلق سراحهن خاصة أن البوليسكان قد اعتقل لجنة الدعم من الشباب من العائلات قبل اعتقال العائلات للاستفراد بهن.
• هناك كذلك تشبته بإصدار تقرير لجنة التحقيق البرلمانية في اغتيالات اضراب 14 دجنبر 1990, والذي أفضت تطورات الأحداث إلى إدخال هذا التقرير إلى رفوف النسيان بعد عبارة الحسن الثاني ” انا من أعطى الأمر بإطلاق النار….“
• التعبئة الكبرى التي حث “كدش” على القيام بها في مسيرة الرباط لمساندة الحركة النسائية سنة 2000 في مسيرة الرباط من أجل خطة لإدماج للمرأة في التنمية والتي واجهها الإسلام السياسي بمسيرة مضادة في الدار البيضاء .
هذا شيء مما نتذكره لنوبير الاموي الحقوقي، فلترقد روحه في سلام.