
بواسظة ذ صالح عبد الاله
ان مستوي تطور وتقدم المجتمعات يقاس بمقاييس ومؤشرات تترجم في عدة مظاهر , لا تنحصر فقط في الجوانب المادية والبنيات التحتية الاساسية , بل تتجسد اساسا على مستوى الإجتماعي والثقافي المتجدرة في العقلية الاجتماعية السائدة , هذا ما يتأكد جليا موازاة للمنافسة القارية لكرة القدم الجارية اطوارها حاليا بالكاميرون , من المعروف ان كرة القدم التي هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم , تحظى بمتابعة مهمة عند الكثير من عشاق المستديرة , لئن كانت الرياضة عموما وكرة القدم خاصة لا يمكن اعتبارها حقلا يشكل أولوية في الواقع لدي فئات عريضة من المجتمع , بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ,ورغم ذلك فهي تشغل بال الكثير وتشكل مادة دسمة بمتابعة ادق تفاصيلها , ومحورا يناقش بشكل واسع في الحياة العامة , وفي المقابل الملفات الاكثر اهمية لا تعرف هذا الاهتمام والمتابعة , بل يتم تهميشها وعدم الخوض فيها , كنتيجة للسياسات العمومية المتبعة في المجال التربوي و الفراغ الملحوظ لغياب آليات التأطير الجماهيري والقمع الممارس تجاه الحركات الاحتجاجية الشعبية المتعددة التي ظهرت في مواقع مختلفة في ربوع الوطن , كإيفني وصفرو و حراك الريف علي سبيل المثال لا الحصر , بالاضافة لهذا التفاعل الملحوظ , لوحظ ايضا افراز موقف انقلب من الدعم والتضامن مع المنتخب الجزائري في آخر نسخة في مصر , ألى عداء و اعتباره خصما رغم عدم تواجد المنتخب الوطني والجزائري في نفس المجموعة في الدور الاول , ان الوقوف على هاته الظاهرة والتحول المفاجئ هو في الحقيقة تعبير يتجاوز التنافس الرياضي الكروي , بل هو انعكاس في شق جزئي منه لما هو كروي , والجانب الاكبر منه يجد تفسيره في الخلاف السياسي بين النظامين الحاكمين في الجزائر والمغرب , وانعكاس الازمة السياسية بين البلدين والتي وصلت دروتها بقطع العلاقات الديبلوماسية بينهما واستدعاء السفير الجزائري من الرباط وتوقبف خط الغاز الذي يمر من المغرب نحو إسبانيا , ما يجب الوقوف عليه هو تماهي الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي للنظام , وعدم اعتماد مقاربة مغايرة ومستقلة كضغط شعبي من اجل تجاوز خلاف طال امده , والمتضرر الاول منه هم الشعبان الجزائري والمغربي على حذ سواء , هناك وضع سياسي جزائري داخلي تميز بحراك بنفس طويل , والمطالية بنظام مدني لا حكم عسكري , و المغرب بدوره بعرف صعوبات واختلالات في المجال الاجتماعي والاقتصادي , نم الاعتراف بذلك من خلال الاقرار بفشل النموذج التنموي , و اعتماد مقاربة لاطلاق نموذح تنموي ناجع , و المطلوب هو الضغط الشعبي لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية لربح الرهانات المطروحة , وهذا لن يتاتي بفكر يتماهى مع المواقف الرسمية لدي النظامين , بل بتغليب مصالح الشعوب ذات المصلحة الحقيقة في التغيير …