ثقافة وفنرئيسيةمجتمع

قضية المرأة بين الحركة النسونجية و نضال العاملات لتحصين قوتهن اليومي.

بواسطة/أبو فاطمة الزهراء
لقد ظلت قضية المرأة في المجتمع الرأسمالي و قبله العبودي إحدى القضايا المركزية في علاقة التحرر الشمولي للمجتمع , لكنها لم تأخذ مجراها الصحيح إلا خلال العقد الخامس من القرن العشرين و ما تلاه من عقود إلى يومنا هذا مع ظهور حركات التحرر الوطني من كل أشكال هيمنة الرأسمال .ففي الوقت الذي كانت القوى التقدمية ترى أن النضال من اجل تحررها لن يتأتى إلا انطلاقا من بناء مجتمع اشتراكي تضمحل فيه كل العلاقات الاستغلالية كيفما كانت مبرراتها و أمام عمق الأزمة التي وصلت إليها الرأسمالية باعتبار أن هذه الأخيرة لا تهمها الأخلاق أو القيم بقدر ما يهمها الربح من خلال إيجاد قوة عمل رخيصة , ظلت تراهن على خلق شرخ مفاهيمي و عبر خلق تناقض ثانوي يغطي عيوب البرجوازية في تناقضاتها الرئيسية , خالقة طبقة ثالثة وسيطة وشاذة فكريا و سياسيا بدافع تمييعها و تحريفها لطبيعة الصراع التاريخي و الذي هو الصراع الطبقي حيث من خلاله يكون الرجل و المرأة كلاهما آليات إنتاج و تراكم ثروة الرأسمالي الطفيلي مما حدا بالرأسمالية إلى تغيير نمط موسيقاها في تعاملها مع الرجل و المرأة لأنها تذرك أن وحدتهما ستعصف بها وبالتالي بناء مجتمع متساوي اجتماعيا و خالي من كل أشكال التمييز و الاستغلال على أنقاض تناقضاتها المباشرة و الغير مباشرة.
ففي الوقت الذي تنظر فيه الحركة “النسوية” الى أن الانقسام الأساسي في العالم بين النساء والرجال، والذي كان سببا وراء اضطهاد النساء هو نزوع الرجال للسيطرة عليهن وأن تاريخ الاضطهاد المبني على هذا الانقسام هو مرتبط في جوهره بالبنية “البطريركية” (الأبوية) الأزلية التي من خلالها أخضع الرجال النساء متوهمة (الحركة النسوية) ان الطريق الوحيد إلى تقويض تلك البنية هو أن تتوحد النساء من كل الطبقات الاجتماعية ضد الرجال مختزلة مطالبها في الشكليات كالحرية الجنسية و المشاركة السياسية في ظل جهاز وظيفي وضع في اصله للحفاظ على المصالح الطبقية للطبقة المهيمنة ,ففي الوقت الذي تناضل فيه الحركة النسوية ضد الرجل خفي عليها ان هناك سيدات برجوازيات يستغلن الرجل و المراة على حد سواء و هنا يكون طرحهن لتناول قضية تحررهن منفصل بالكامل عن المطلب الحقيقي و التاريخي.
لقد ظل نضال الحركة النسوية عقيما لارتباطه بنظرة تقليذية لواقعها مبررة ذالك بان النساء محجوبات عن التاريخ لانها(الحركة النسوية)لم تربط مشروع نضالها بما هو تاريخي و خاصة قبل تحول المجتمع من بنيته المشاعية حيث كانت المراة هي المحور الى بنيته العبودية و الذي تحولت معه الى الهامش ,هذا التحول الذي استوعبته طائفة اخرى من النساء لم يختزلن صراعهن مع الرجل فيما يتعلق صراعهن مع الرجل حول طبيعة الجنس على اعتبار ان الصراع لا يتعلق بالمستوى البيولوجي وانه لا توجد جماعة اسمها النساء و جماعة اخرى اسمها الرجال و انما هناك خطان متناقضان اولهما اسمه البرجوازية و ثانيهما اسمه البروليتاريا و هذه الاخيرة هي التي تشكل القطب الاكبر من حيث الاستغلال الذي يتعرض له الرجل و المراة فيه على حد سواء,كما ان زوجة البرجوازي لا تقل اضطهادا للنساء العاملات تحت امرة زوجها بالرغم من كونها امرأة,و من داخل خط البروليتاريا نمت و ترعرعت حركة نسائية استمدت قوتها من تفسير للانماط الاجتماعية والثقافية لا باعتبارها نتيجة لقوى خارجية في المجتمع الذي تعيش فيه بل كنتيجة لطبيعة الاستغلال المزدوج الذي عانت منه النساء بالذات عبر التاريخ و ان كان مزدوجا في غالب الاحيان بين العمل الانتاجي خارج البيت الذي تتقاضى من خلاله اجرا و العمل بهذا الاخير و غالبا ما يكون مجانيا ،مما جعلها الى جانب الرجال تعتبر أن تاريخ المجتمع هو تاريخ النضال الطبقي وعلى ذلك تمثل الطبقات المستغَلة والمضطهدة -رجالا ونساء- محركا للتاريخ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock